الأحد، 14 مارس 2010

السلطات الأمنية تنتقم




جريدة الديار المغربية

في ظل أحلك الظروف التي يعيشها الإطار المعطل في العاصمة , وفي أصعب الفترات التي تمر بها مجموعات الأطر العليا المعطلة المرابطة بالرباط , و في الوقت الذي ينتظر فيه أن تعلن الحلول , و أن تضع الحكومة حداً لمعاناتهم اليومية و مآسيهم الإنسانية و ظروفهم الاجتماعية المزرية .
في هذا الوقت بالذات تأبى السلطات الأمنية إلا أن تزيد من معاناة المعطلين ,و تساهم هي الأخرى في زعزعة أمنهم و راحة بالهم وكأن كوابيس العطالة لا تكفي , وتماطل الحكومة لا يفي بالغرض المطلوب وهو تدمير الإطار المعطل نفسيا و جسديا .
• آ لهذه الدرجة تبغض الدولة أطرها ؟

نعم فبعد أن هانوا على الحكومة و وزارئها , كيف لأجهزة القمع أن ترحمهم .
لقد عمدت السلطات الأمنية إلى تنظيم إجتماع أمني تحذيري ترهيبي مع مجموعات الأطر العليا المعطلة المرابطة بالرباط , و لأن هاته الأخيرة لاتحمل إلا النوايا الطيبة و حسن الظن الأقرب إلى السداجة أحيانا , فقد استبشرت خيراً بهذا الإجتماع , و لبت الدعوة الأمنية وهي تمني النفس بسماع الأخبارالسارة .
لكن الإجتماع الموعود لم يحمل إليها إلا الوعيد والتهديد , حيث طلب من كل المجموعات أن تبيع نضالها و مظاهراتها اليومية مقابل وعود فارغة من المضمون والمحتوى , وكلام معسول مملوء بالأماني .
و بما أن بعض مجموعات المعطلين تعتبر نفسها في موقع أفضل من المجموعات الأخرى , فقد رضخت لمطالب السلطات الأمنية بتجميد نضالاتها و تعليق مطالبها لأجل غير محدد .
لكن مجموعات أخرى و من ضمنها مجموعة المستقبل للأطر العليا المعطلة , لم ترى في تلك الوعود ما يطمئنها أو يثبط عزيمتها و يخمد نضالاتها , والتي لن تتوقف أو تتراجع عن أشكالها المتعارف عليها إلا بتحقيق المطلب الرئيسي و الوحيد , و المثمتل في إلتحاق كل أعضائها بأسلاك الوظيفة العمومية عن طريق الإدماج المباشر.
لذلك فقد اٌستكملت مجموعة المستقبل كل أشكالها النضالية المعهودة , وسارت على ذلك باقي المجموعات الأخرى لاحقاً .
لكن السلطات الأمنية لم تستسغ هذا النهج النضالي المشروع , و أبت إلا أن تنتقم من المعطلين المتمردين على أوامرها , فسلطت أجهزة القمع عليهم بالضرب و الكسر و التحطيم .
ودخل بعض المسؤولين الأمنيين في حسابات شخصية مع بعض الأطر المعطلة قصد ترهيبهم و إرجاعهم عن نضالهم المشروع ، و هو ما حصل لأحد أطر مجموعة المستقبل ، و الذي باغته أحد رجال الأمن الجبناء ـــ بعد محاصرة أمنية لأطر مجموعة المستقبل ـــ من الخلف بضربة على رأسه أفقدته الوعي وأدخلته في غيبوبة طويلة ناهيك عن الدماء الغزيرة التي أغرقت المكان، بالإضافة إلى إصابة عدد كبير من الأطر بكسور متفاوتة الخطورة .
و كم كان منظراً رهيباً و مفزعاً لكل ساكنة الرباط وهم يرون ذلك الضرب الهمجي و الوحشي الذي مارسه بعض المحسوبين على رجال الأمن ـــ و لا أدري عن أي أمن يتحدثون ـــ في حق مجموعة المستقبل للأطر العليا المعطلة .
فكل من رأى تلك المشاهد الدموية خرج بقناعة و احدة وهي أن هؤلاء المتورطين في هذه الفضيحة الإنسانية قد نزعت من قلوبهم الرحمة و الشفقة ، و أن المسؤولين عن هذه الكارثة لا يحملون في أنفسهم أية ذرة من الوطنية ، أو القيم الدينية و الإنسانية عموما، إنهم ينتقمون من المعطلين .
إنها لوصمة عار لكل المغاربة و هم يرون أبنائهم يضربون و تكسر عظامهم و تمسح بأجسادهم أرصفة الشوارع , ويجرون عليها مثل أكياس القمامة ( عفواً لهذا التعبير).

لكن مكانة الإطار تبقى دائما عالية , وقيمته و إن هانت على الحكومة و رجالاتها فإنها لن تهون على الشرفاء من أبناء هذا الوطن الغالي, وعاجلاً أو أجلاً سينصفه الذي يمهل و لا يهمل , وستنتصر نضالاته و مطالبه الشرعية على كل من يعاندها .
﴿ و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ﴾ صدق الله العظيم .


منصف أرعيدي
من مجموعة المستقبل للأطر العليا المعطلة>.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق